شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
شرح كتاب الآجرومية
98135 مشاهدة
علامات الاسم

...............................................................................


وفي هذا ذِكْرُ علامات الاسم، أنه يعرف بالخفض والتنوين ودخول الألف واللام، وعلاماته كثيرة، يقول ابن مالك
بالجـر والتنـوين والنـدا وأل
ومسـندٍ للاسـم تمييزٌ حصـل
....فذكر أربع علامات، وهنا ذكر أيضا أربع علامات للاسم، والماتن هنا عبر بالخفض، وغيره وكثير من النحويين يعبرون بالجر، فالجر والخفض بمعنى واحد، عبارة عن كسر الحرف بحركة من جنس الياء، حركة كسرة تعطى نصف حرف أو نحوه، تسمى كسرة، كما يأتينا في الإعراب إن شاء الله.
فالخفض من خصائص الاسم، لا يدخل على الأفعال، ولا على الحروف، مثاله: إذا قلنا: قرأتُ في المصحفِ، وجلستُ في المسجدِ ، آخر الكلمة مخفوضٌ، علامةً على أنها اسم.
والخفض كما ذكرنا، وكما يأتي يكون بالحروف حروف الجر، حروف الخفض، ويكون بالإضافة ويكون بالتبعية، فمن ذلك إذا أضيفت كلمة إلى كلمة، كأن يقال -مثلا- بيت الرجل وأرض المسجد، وغلام زيد مثلا، وأشباه ذلك، هذا الخفض الذي هو: الكسرة التي في آخر الاسم من خصائص الاسم، ولا يدخل على الفعل، إلا أن بعض الكلمات تكون مجزومة، ثم تُكْسَرُ لالتقاء الساكنيْنِ، مثل قوله: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ يكن: فِعْلٌ، ولكنه كُسِرَ لالتقاء الساكنين.
وبكل حال الكسر، أو الخفض من خصائص الأسماء، لا يدخل إلا على الاسم:
والاسـم قـد خُصِّصَ بالجر كما
قد خُصِّـصَ الْفِعـلُ بأن ينجزمـا
وقد ذكرنا أن الأسماء هي: ما يحصل به تعيين المسمى، سواء كان عَلَم جنس، أو عَلَم شخص، هذا من علامات الاسم.